غير مصنفة

التوازن بين الجنسين

ابن الديرة

منذ انطلاقة المسيرة الاتحادية المباركة بقيادة مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حظيت المرأة الإماراتية باهتمام خاص، استهدف الارتقاء بأوضاعها لتتمكن من إطلاق طاقاتها والمشاركة بفاعلية في بناء بلدها، المهمة شديدة الشقاء وقتها بسبب الظروف غير المواتية، وشح الإمكانات، ولولا حكمة القيادة المؤسسة، وإصرارها على العمل والبناء والتغيير، وتبديل الأحوال، لما كانت هناك مسيرة ونهضة حضارية، وتجربة أشبعت العالم دروساً في الوطنية، وحب الأرض، وقدرة الإنسان على صنع المعجزات بالعمل الخلاق المتواصل، وبالعلاقة الوثيقة والحميمية بين القيادة والشعب، بمختلف أطيافه، وأيضاً لما حظيت المرأة بكل هذه النعم التي تعيشها، وما كانت لتصبح أسطورة ونموذجاً يحتذى في قدرة المرأة على أن تكون رقماً صعباً لا يستهان به.
ومع تواصل المسيرة الاتحادية الظافرة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتحقيق الكثير من مقومات الدولة العصرية، استمر الاهتمام بالمرأة على أوسع نطاق بعد أن زادت قدراتها وطاقاتها، بالعلم والمعرفة والخبرة الميدانية المكتسبة في معظم مواقع العمل والإنتاج، كيف لا والإحصاءات تشير إلى أن نسبة المرأة في القوى العاملة في البلاد تكاد تقترب من النصف، أو أقل قليلاً، ووجودها في القطاع الوظيفي الحكومي زاد كثيراً عن زميلها الرجل، واستطاعت في هذه الفترة الزمنية المتواضعة أن تشغل نحو ثلث المراكز القيادية الفاعلة وصاحبة القرار على مستوى الدولة.
دولة وصلت فيها المرأة إلى هذا الوضع الذي يشكل حلماً بعيد المنال للكثير من نساء العالم، كان يمكن أن تكتفي، تقف لتلتقط الأنفاس، تراجع التجربة، تحد بصورة أو بأخرى من اندفاع المرأة على سلم المجد الوطني الذي صعدته باقتدار وهمة عالية وكفاءة متميزة، لكنها أبداً ما كانت يوماً عائقاً أمام المرأة وتحقيق آمالها وطموحاتها مهما كبرت، بل على العكس تماماً باتت كل الأبواب مفتوحة أمامها بلا استثناء، لتعمل وتثبت جدارتها وتحتل أعلى المناصب فيها.
وكان قرار مجلس الوزراء عام 2015 بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بإنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، لتحقيق التوازن المنشود باعتباره أحد أوجه التنافسية العالمية التي تخوضها الإمارات وعينها على المواقع الأولى، لأن كل ما حققته المرأة في الإمارات كان طواعية وليس قسراً، برغبة صادقة في المشاركة من الجانبين، وبتطلع واحد لبناء المستقبل الكريم لجميع أبناء الشعب.
في الإمارات اليوم ثماني وزيرات، وتسع عضوات في المجلس الوطني الاتحادي، الذي ترأسه سيدة، كما هو الحال في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وفي كل مواقع العمل تلعب المرأة دوراً مهماً، ورغم كل الإنجازات، إلا أن القيادة الحكيمة للبلاد مصممة على أن تحقق المرأة المزيد، ببساطة لأن لديها الكثير مما تقدمه لوطنها وأبناء شعبها، ولأنها قادرة على إنجاز مهمتها الأساسية في تربية الأجيال جنباً إلى جنب مع العمل الإنتاجي والإبداع في كل المجالات.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى