الصمود من خلال التطوع
طارق القرق *
إنه أمر متعارف عليه أنه من خلال العطاء تتخذ حياتنا معنى أكبر وتتعزز فينا روح التضامن والمعاملة بالمثل والثقة في مجتمعاتنا. كما يساعدنا التطوع على وجه الخصوص على تقديم مساهمات مؤثرة في المجتمع سعياً لإيجاد حلول مستدامة للمحتاجين. وفي الوقت الذي يواجه فيه المجتمع الدولي تحديات جديدة، يكتسب العمل التطوعي أهمية بالغة.
وتعتبر دولة الإمارات نموذجاً عالمياً يُحتذى في العطاء. وفي كل عام، تساهم الإمارات في تحسين نوعية حياة عدد لا يحصى من الناس من خلال ما تقدمه من تبرعات سخية. ففي عام 2017 لوحده، قدمت الدولة 19.32 مليار درهم ل147 دولة، ما يمثل 1.31 في المائة من الدخل القومي الإجمالي للدولة من المعونات الإنمائية الموجهة للخارج.
وقد أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام 2017 هو عام الخير. وخلال نفس السنة، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، موقع Volunteers.ae ، وهو أول وأكبر منصة تطوعية ذكية على الصعيد الوطني. وخلال عام الخير، شهدت المنصة تسجيل 275000 شخص تبرعوا ب2.8 مليون ساعة تطوعية في جميع أنحاء البلاد.
وكدليل على اكتساب العمل التطوعي أهمية متزايدة، تم في عام 2018 تمرير مشروع قانون اتحادي يهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في البلاد.
وتشير الأمم المتحدة في تقريرها الصادر في 2018 حول حالة التطوع في العالم بأن مليار شخص يتطوعون في جميع أنحاء العالم، أي ما يعادل 109 ملايين شخص يعملون بدوام كامل. وهذا بالتأكيد يترك أثراً بالغ الأهمية.
وتعد مبادرة دبي العطاء «التطوع حول العالم» من المبادرات المعروفة على نطاق واسع، مدتها أسبوع ويشارك فيها حوالي 15 متطوعاً من المجتمع الإماراتي، حيث يسافرون إلى مجتمعات محرومة في العالم ويقدمون يد المساعدة في أعمال بناء مدرسة تخدم المجتمع المحلي.
وبالتزامن مع يوم التطوع العالمي، سنحتفي بجهود جميع المتطوعين، وعلينا أن لا ننسى مواصلة العمل قدماً. إن المتطوعين امتداد لفريق عمل المؤسسة ونحن ممتنون لالتزامهم.
* الرئيس التنفيذي لدبي العطاء