العودة إلى القمر

شيماء المرزوقي
في عام 1969 نجحت وكالة الفضاء الأمريكية في تحقيق سبق عالمي، بمجرد أن وضع رواد الفضاء أقدامهم على تراب القمر، في رحلة أثارت الكثير من الجدل، وجاءت كردٍّ على تقدم ما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي (روسيا) إبّان ما عرفت تاريخياً بالحرب الباردة، عندما نجح الروس في صنع أول مركبة تصل إلى سطح القمر، وسميت «لونا 2» وحققت هذا الإنجاز في سبتمبر/ أيلول 1959م لتقوم أمريكا بعد هذا الحدث بنحو عشرة أعوام، وتعلن للعالم وصول رواد الفضاء الأمريكيين إلى سطح القمر. شكك الكثيرون في صحة هذا الإعلان وفي نجاح الإنسان في الهبوط على القمر، وأكبر تكذيب جاء من الند والمنافس التقليدي في ذلك الوقت الاتحاد السوفييتي، والدول التي تدور في فلكه، إلا أن التكذيب لهذا الإنجاز تزايد في السنوات التالية من المهمة، وخاصة مع ظهور كشوف علمية جديدة في مجال علم الفضاء، وهو الأمر الذي جعل البعض يعتقد باستحالة تحقيق الهبوط على القمر، بما كان بين العلماء من تكنولوجيا ومعارف وعلوم في الستينات من القرن الماضي.
وقد ساعد على نمو مثل هذه الآراء عدم الاهتمام بالقمر، وعدم قيام رحلات تالية، وعدم بناء محطة فضاء، إلا أن مثل هذا التكذيب أخذ في التوقف، خاصة مع تطور التلسكوبات والتي باتت حتى في متناول الناس؛ حيث بات من الممكن لمن يملك جهاز ليزر وتلسكوباً أن يوجه أشعة الليزر لثلاث مصفوفات عاكسة للأشعة تركها رواد فضاء بعثة «أبولّو» على سطح القمر، وهي معدات واضح أنها صنعت على الأرض، وتم نقلها ووضعها بشكل متعمد، لكن توج كل هذا في شهر أغسطس/ آب من عام 2009 عندما أرسل مسبار تابع لوكالة الفضاء الأمريكية، ودار في المجال المداري للقمر، وأرسل صوراً شديدة الوضوح وعالية الدقة لمواقع هبوط «أبولّو»، وصوراً لآثار مسارات سير رواد الفضاء، بل وخطوات أقدامهم المطبوعة على الغبار القمري.
أعتقد أن البشرية تجاوزت هذا الجدل مع التطور التقني، الذي أثبت الحقيقة، لكن هذا التطور بعث القمر من جديد، وجعله حلماً وهدفاً للكثير من العلماء والدول للتوجه نحوه والهبوط على سطحه، وهذا ما تخطط له الصين بقوة وأيضاً الهند، وهناك أيضاً الكثير من الدراسات في هذا المجال، وأعتقد أن مثل هذا التوجه صحيح وفي محله تماماً، يجب أن يكون توجهنا نحو القمر اعتيادياً، وأن يكون محطة رئيسية للرحلات القادمة لغزو الفضاء مثل الرحلات نحو المريخ.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com