مقالات عامة

القراءة ثم القراءة ثم القراءة

إبراهيم الهاشمي

في العام 2016 أعلنت الدولة الخطة الاستراتيجية الوطنية للقراءة، التي حددت 10 سنوات لتنفيذها، واعتمدت صياغتها ومخرجاتها على مدخلات 100 دراسة و4000 فكرة، واطلاع على استراتيجيات القراءة ل7 دول مختلفة، ومقابلات داخلية مع 47 جهة محلية واتحادية معنية، مسح وطني للقراءة كان الأول من نوعة ليعطي مؤشرات حقيقية وواقعية يمكن البناء من خلالها، ثم كانت خلوة المئة التي جمعت المعنيين بالثقافة والقراءة والمعرفة والنشر لاستقراء آرائهم ومقترحاتهم، ثم أعلنت الخطة العشرية وأعلن أيضاً القانون الوطني للقراءة ليكون داعماً لتلك الخطة ويعمل على تنفيذها.
مضى عامان على إعلان الخطة والقانون، فهل نرى ونسمع شيئاً على أرض الواقع يؤشر إلى إرهاصات العمل وتفعيل الاستراتيجية أو القانون وتحويلهما من شيء مقروء إلى شيء ملموس على أرض الواقع، لن نجافي الحقيقة إذا قلنا، إن هناك نقاط ضوء هنا وهناك، هناك محاولات تقوم بها بعض المؤسسات، لكن كل ذلك كان ينفّذ ولا يزال مستمراً قبل الخطة وبعدها، ولأن ما نطمح إليه شيء آخر، طموح غير عادي متفائل جذوره مغموسة في خطة دولةٍ طموحة وقانون ملزم، فإننا نرى أن الوقت يسبقنا، وأننا لا نلمس من تطلعات تلك الخطة ما نتمنى، فعدد المكتبات في الدولة ضئيل، بل ضعيف قياساً للمسمى الحقيقي للمكتبة، ولا أعني المكتبات العامة، بل المكتبات التجارية التي يمكن أن يلجأ إليها القارئ للحصول على مبتغاه، التوزيع بشكل عام لا زال معضلة ويتسم بالضعف والاستغلال، فكم من الكتب تصدرها العديد من الجهات، لكنها لا تتوفر إلا في معارض الكتب، النشر لا زال يراوح في جودته بالرغم من تطور عملية النشر بشكل عام لكن دون ضابط لجودة أو حرفية، الترويج والتسويق للقراءة عملياً بتوفير الكتاب قريباً من الأجيال الصاعدة وردم المسافة بينها وبين المؤلفين من خلال جلسات وحلقات حوارية في المدارس والجامعات، صناعة الكاتب النجم، صناعة القارئ المتابع الشغوف، غرس حب القراءة بين صفوف الطلبة، دعم الكُتاب والمؤلفين، وهل أدت أجهزة الإعلام المختلفة دورها المنشود في دعم الاستراتيجية وتحقيق أهدافها ؟ بالطبع هو سؤال عليه علامات استفهام كبيرة بل كبيرة جداً يؤكدها الواقع الملموس.
إن التميز والإبداع والابتكار والتفوق والتفرد والتطور لا تأتي دون الوعي والمعرفة، والمعرفة لا تتأتى دون قراءة، والقراءة تحتاج إلى فنيات للنشر والترويج والتسويق قد نملك أدواتها، لكن هل وضّفناها بالطريقة الصحيحة لنصل إلى هدفنا المنشود.

ibrahimroh@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى