الكفاءة.. رحلة!
مريم البلوشي
المرء الطموح يسعى دائماً لأن يكون متفرداً، متميزاً في ما لا يملكه الكثيرون، ويأتي هنا تعريفه للتميز والتألق، هل هو التقليد أم التكرار أم التجديد والإتيان بصورة مغايرة لما عرفه في مجتمع، أو قرأه حوله أو درسه في الكتب أو حتى سمعه، الكثير من التفكير يجعلنا نكتب الخلاصة التي تقول: التميز هو أن تتعب في البدايات، أن تبحث عن شغفك وأن تبدأ أولى الخطوات بأن تدرك أن وراءك مشواراً من التعب ليس باليسير..!
إدراك المرء لذلك يجعله يتعلم أيضاً أن من سبقه لم يعرف عنهم يوماً لأنهم تكاسلوا أو تخاذلوا وهذه في سير العلماء والمشاهير الذين أضافوا بصمة كبيرة إلى الحياة ورحلوا ولم ترحل قصصهم أو سيرهم، البصمة التي تبقى متلألئة في السماء لا تعرف يوماً الانطفاء، كل ذلك لأنهم اجتهدوا وتعبوا ووصلوا الليل بالنهار حتى صاروا للنجوم أصدقاء.
اليوم نحن نعيش حالة من التميز على كافة الصعد، أدرك الكثيرون في وطننا وحولنا أن التميز هو نتاج جهود وعلم ومثابرة فبرزت أسماء في الكثير من التخصصات، وصارت قصصهم ملهمة، كيف لا ونحن بقلة عددنا السكاني نسابق الزمن ونثبت للعالم أن فينا من النوادر وفينا من المتخصصين وفينا ممن يطمح لأن يرفع اسم وطنه عالياً. سجل منذ زمن عدد من الأطباء إنجازات كثيرة في ميادين مختلفة مؤخراً كان منهم الطبيب الإماراتي محمد بن لاحج، والطبيب الإماراتي علي البلوشي، والكثيرون قبلهم وبعدهم ممن نحن متأكدون بأنهم سيبهرون مجتمعهم بتميزهم في خدمة الإنسانية. أجروا كلهم الكثير من العمليات، كانوا خلف الكواليس، لا أعتقد بأنه نظام الإجازات العادية يسري عليهم، ساعات العمل ليست قليلة أو حتى أوقات الراحة متوفرة دائماً، لكنه الإخلاص والحب والتفاني ما دفعهم كلهم منذ القدم وللمستقبل أن يقدموا ولا يبخلوا.
احتفلنا منذ مدة بأول رائدي فضاء إماراتيين سينطلقان للفضاء الخارجي لإجراء مهام عملية، وبرز لدينا عدد من الوزراء الشباب الذين هم نموذج مشرف لهذا الوطن، الكثير، وكلنا لا يتساءل اليوم كيف ولماذا بل ندرك تماماً أنها جهود أعوام وتضحيات، سهر واجتهاد.
الأسماء تكثر والصفات والتخصصات تكثر، لكن ما يبقى في الذاكرة هي تلك اللحظة التي يختص بها الله أحدهم فيكون في مكان وزمان يتألق فيهما ليس لشيء سوى لأنه تمنى يوماً أن لا يكون مجرد رقم على هذه الأرض يمضي دونما أن يلتفت إليه أحد، طاقة الجذب هذه جعلت الكثيرين من أبناء الوطن اليوم في مناصب، وتخصصات في الماضي كنا نسمع عنها، فهنيئاً لنا وللوطن.
Mar_alblooshi@homail.com