اليابان تعزز قدراتها العسكرية
دوغ تسوريوكا *
يواصل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الدفع باتجاه ابتعاد اليابان عن نزعتها السلمية التي ميزت سياساتها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بحجة مواجهة قوة الصين المتعاظمة.
خاضت اليابان وبريطانيا معارك بحرية ضارية في الحرب العالمية الثانية، ولكن ذلك أصبح شيئاً من الماضي. فالدولتان الجزيرتان الديمقراطيتان تخططان الآن لتدريبات بحرية مشتركة.
والتدريبات المنتظرة، الأولى بين بحريتي البلدين منذ الحرب العالمية الأولى، هي جزء من اتفاقية تعاون أعلنتها لندن وطوكيو في 14 ديسمبر/كانون الأول. وتشمل الاتفاقية أيضاً مشروعاً مشتركاً لتطوير صاروخ جو – جو جديد، تحمله مقاتلات «إف – 35» الأمريكية الصنع التي لا ترصدها الرادارات والتي يملكها كلا البلدين.
والدافع خلف هذه التحركات، حسب مسؤولي البلدين، هو القلق من التقدّم الذي تحققه البحرية الصينية. كما أن اليابان لديها شكوك حول التزام الولايات المتحدة بأمنها، في حين أن بريطانيا، التي تستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي، تبدو مبتعدة عن الشواطئ الأوروبية.
ويقول إريك فيرتهايم، المحلل الأمريكي المتخصص في الأسلحة البحرية: «اليابانيون يسعون إلى إيجاد أصدقاء في أي مكان يستطيعون. إذ إن الصين أخذت تؤكد قوتها أكثر فأكثر».
ومن جهته، يقول روكفورد فيتز، البروفيسور ومدير الدراسات البحرية في جامعة تافتس في الولايات المتحدة: «اليابان وبريطانيا هما دولتان جزيرتان، ولذلك ليس من المستغرب أنهما توثقان علاقة دفاعية جديدة بينهما».
وتأتي هذه الخطوات في وقت يطرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مجموعة من المقترحات التي ستبعد اليابان عن نهجها السلمي في الماضي.
ومن المقرر أن تجري قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية والبحرية البريطانية تدريبات مشتركة العام الحالي، عندما تنشر بريطانيا فرقاطات في منطقة آسيا – الهادي. كما أن قوات برية من كلا البلدين ستجري مناورات مشتركة في 2018، في حين سبق أن أجرى سلاح الجو البريطاني تدريباً مشتركاً في اليابان.
وتساءل جوزيف ف. كالو، وهو خبير بحري ولواء بحري متقاعد في البحرية الأمريكية: «ولماذا لا يكون هناك تحالف ياباني – أسترالي – هندي ؟». وأوضح أن ذلك سوف ينسجم مع السياسة الأمريكية: إذ إن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة، تشمل تحالفات دبلوماسية بين الولايات المتحدة والهند واليابان بمواجهة الصين.
وفي الواقع، سبق أن دعا رئيس الوزراء الياباني، الذي يوصف بأنه «صقر»، في 15 ديسمبر/كانون الأول إلى مراجعات جذرية للأنظمة والمبادئ التوجيهية الدفاعية الراهنة.
وصناعة الأسلحة اليابانية حققت تقدماً كبيراً منذ نهاية الحرب الباردة، عندما كان هذا القطاع مقيداً بالموقف الشعبي المتمسك بقوة بالنزعة السلمية للبلاد. وتحت قيادة آبي، أخذت اليابان تبتعد شيئاً فشيئاً عن قيود دستورها السلمي. وفي الوقت الراهن، تعمل اليابان لتطوير أسلحة جديدة.
* رئيس تحرير لدى موقع «آسيا تايمز»