تحدي القراءة العربي
إبراهيم الهاشمي
شعرت وأنا أتابع فعاليات تحدي القراءة العربي بفخر واعتزاز شديدين، فهذا التحدي ليس مجرد مسابقة أو مهرجان أو فعالية ترويجية، بل هو فعلاً تحدٍ يصنع المستقبل، يصنع الوعي، هو تحد ضد الإرهاب والتطرف، تحدٍ لصناعة الفكر المستنير الذي يعتمد على القراءة، تحدٍ فكري توعوي يبدأ من المدرسة حيث العقول الغضة تتلقى تكوينها، لذا فالهدف كبير كبير يتجاوز فعل القراءة إلى المغزى من وراء القراءة ودور القراءة في تشكيل البشر. هو تحدٍ لخلق إنسان مختلف يبني نفسه على الفكر والوعي والتفاهم والتسامح. إن هذا التحدي وبالتوجيه والأسلوب المتبع يصنع جيلاً على قدر كبير من الوعي بصناعة مستقبله بعيداً عن العنف، يتسم بالإنسانية والتفاهم. هو تحد تنويري، والأهم فيه أنه ليس ذا حدود إقليمية في دولة واحدة بل يتوجه لعموم أبناء الوطن العربي بل يتجاوز ذلك بالتوجه لأبناء العرب في الغربة.
إنه فعلاً تحدٍ يتحدى تردي الوضع العربي، يتحدى تخلف الكثير من دوله، يتحدى مستنهضاً همة العرب الصغار لتغيير مستقبلهم بالمعرفة والعلم والتكنولوجيا، يوجه لهم رسالة واضحة المعالم بأن مفتاح المستقبل في المعرفة وأن المعرفة تتأتى بفعل القراءة المستنيرة.
وقمة الفخر والاعتزاز الذي انتابني مردها أن وطني الصغير الكبير هو بيت هذا التحدي بل هو الذي يصدره للوطن والأمة العربية، وطني هو الذي يقود هذا الفعل الواعي المستنير، يتحمل عبئه لمعرفته بمردوده وإيجابياته، وطني الذي يعرف معنى انتمائه وعروبته، وطني الذي يستنهض الهمم لمواكبة الحضارة التي تصنعها المعرفة. قمة الفخر والاعتزاز بقيادة هذا الوطن التي تفكر بإيجابية وتسعى بكل قوة لمواكبة العصر وصناعة الفرق وجعل الأمة العربية تعود لمجدها التليد قائدة للحضارة بل صانعة لها.
سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قائد لواء المعرفة والوعي والتنوير والابتكار: إننا نشكر الله عليك، نحبك بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومغزى، ونرفع رؤوسنا عالياً أمام العالم كله، بما تقدمه ليس فقط لوطنك وشعبك بل لدينك ولأمتك وعروبتك وانتمائك.
الحمد لله على هذا الوطن وعلى هذه القيادة.
ibrahimroh@yahoo.com