غير مصنفة

توتر يتصاعد بين واشنطن وإسلام أباد

شاشانك جوشي*

في 22 ديسمبر/ كانون الأول، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نتائج مراجعة السياسة الأمريكية في أفغانستان، وهي مراجعة كانت منتظرة منذ وقت طويل.
أعلن ترامب أن القوات الأمريكية ستبقى في أفغانستان من دون أي جدول زمني لانسحابها. وتزامن إعلان ترامب مع تقارير إعلامية أفادت بأن الولايات المتحدة سترسل 4000 جندي إضافيين إلى أفغانستان، ما سيزيد الأعداد الحالية بحدود الثلث.
ولكن ترامب، الذي تحدث في كلمة متلفزة، أعلن عن تطور جديد، إذ شن هجوماً قاسياً على باكستان قائلاً: «نحن ندفع إلى باكستان مليارات ومليارات الدولارات، وفي الوقت ذاته هم يوفرون ملاذاً للإرهابيين ذاتهم الذين نحاربهم. لقد آن الأوان لكي تثبت باكستان التزامها بالنظام والسلام».
وتلا إعلان ترامب المزيد من التهديدات أطلقها وزير خارجيته ريكس تيلرسون
ومنذ بدء الحرب الأمريكية في أفغانستان، كانت باكستان تسمح للولايات المتحدة باستخدام أراضيها لإمداد قواتها وقوات حلفائها في أفغانستان، وتوافق ضمنياً على تحليق الطائرات بلا طيار الأمريكية في أجوائها. كما تعاونت باكستان مع وكالات الاستخبارات الغربية ضد مجموعات إرهابية مثل «القاعدة».
وتثير سياسة ترامب تجاه أفغانستان ثلاثة أسئلة كبرى.
أولاً، هل تتحول كلماته بشأن باكستان إلى أفعال؟ ففي النهاية، سبق للولايات المتحدة أن هددت باكستان بوقف مساعداتها.
غير أن تلك التحذيرات الأمريكية لم تتحول إلى أفعال، حيث استمرت باكستان في الحصول على حوالي مليار دولار سنوياً كمساعدة عسكرية أمريكية، إضافة إلى مساعدات متنوعة أخرى كانت تبلغ مئات ملايين الدولارات.
والآن، تهدد إدارة ترامب بفرض مجموعة متنوعة من العقوبات الأمريكية على باكستان. ولكن هل ستنفذ تهديدها؟
ثانياً، كيف سترد باكستان على الرئيس ترامب، الذي أعلن تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسلام أباد؟ في أزمات سابقة بين البلدين، أغلقت باكستان طرق إمدادات القوات الأمريكية والأطلسية في أفغانستان عبر أراضيها.
والسؤال الثالث هو ما إذا كان من الممكن إرغام باكستان على التخلي عن سياستها تجاه أفغانستان المستمرة منذ أكثر من 40 سنة، والتي تهدف إلى الحفاظ على نفوذها في هذا البلد – خصوصاً بمواجهة الهند.
لقد أعلن الرئيس ترامب والوزير تيلرسون انفتاحهما على مفاوضات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان. ولكن باكستان تخشى من أنه في حال أدت هذه المفاوضات إلى مشاركة طالبان في السلطة في كابول، فإن ذلك سيقلص اعتماد طالبان على باكستان.
جدير بالذكر أن بعض زعماء طالبان كانوا قد استكشفوا آفاق سلام مع الحكومة الأفغانية من دون إبلاغ باكستان، وقد انتهى بهم الأمر أن سجنوا أو قتلوا. وتريد باكستان الاحتفاظ بنفوذها على طالبان.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن القادة السياسيين والعسكريين الباكستانيين قرروا عقب قرار ترامب أن يقوم وزير الخارجية الباكستاني فوراً بجولة تشمل «دولاً صديقة» – في مقدمتها الصين.
والعلاقات بين باكستان والصين تتوثق أكثر فأكثر، وقد استثمرت الصين في باكستان عشرات مليارات الدولارات. ولكن ليس من المؤكد أن الصين ستذهب إلى حد دعم باكستان، مالياً وسياسياً، في خلافها الحالي مع الولايات المتحدة.

*باحث في «مؤسسة الخدمات المتحدة الملكية»، وهي مركز بريطاني للدراسات الدفاعية والأمنية – موقع محطة الـ «بي بي سي»


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى