حديث «مبادرات رئيس الدولة»
ابن الديرة
ربما تصلح هذه الحقيقة لتكون المفتتح، بل إنها تصلح بالتأكيد: كنا في الإمارات، عبر الصحافة ووسائل الإعلام كما في المكاتب والبيوت والمجالس والمنتديات، نستخدم، وبكثرة، مصطلح «المناطق النائية»، لكن المصطلح المذكور «انقرض» أو أصبح في حكم الصفحة المطوية المنسية، فكل مفهوم إنما يكتسب معناه ودلالته من تمثلاته في الواقع أو الذهن، وفي دولة الإمارات، لم تعد هناك مناطق نائية بالمعنى الذي كان متداولاً، والذي يشي به المفهوم، فالبعيد أصبح قريباً بانتشار شبكة الخدمات، والنائي أصبح دانياً بانتشار شبكة الطرق.
الحقيقة اللصيقة واجبة الذكر والإثبات أن لمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة الفضل في هذا التطور الواضح الذي يملأ ألقلب والعين، انطلاقاً من حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على تأمين الحياة الأفضل للمواطنين ولأسرهم ولكل مقيم على هذه الأرض الطيبة، حيث جاء أمره تشكيل لجنة متابعة تنفيذ مبادرات سموه في وقت مبكّر نسبياً بمثابة انعطافة تاريخية لحركة البناء والتشييد في الدولة، خصوصاً على صعيد توفير بنية تحتية صلبة ومتكاملة.
لا تحتاج الحقيقتان المذكورتان إلى شاهد أو دليل، فهما مرئيتان رأي العين، ويلمسهما المواطن، نظراً لوصول الفكرة والخدمات إلى كل بيت على امتداد دولة الإمارات، لكن التصريح الأخير لأحمد بن جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن افتتاح المرحلة الأولى من طريق مليحة الجديد، تتيح مناسبة لاستحضار جهود متعاظمة قامت بها اللجنة في خلال السنوات الماضية، بمتابعة وإشراف من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، كان لها أكبر الأثر في تحقيق نهضة شاملة في ميدان بيوت المواطنين ضمن مدن متكاملة تتوفر فيها الخدمات من مستشفيات ومدارس وأسواق وحدائق وطرق، حيث أنفقت في سبيل ذلك عشرات المليارات، نحو بنية تحتية ملائمة، ونحو حياة كريمة لشعب الإمارات الكريم.
يشير رئيس اللجنة إلى أن صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حريص على تحقيق أعلى معايير السلامة ورفاهية المواطنين، وهذا واقع معلوم ومتحقق ومحل اتفاق مجتمعي عام، فهذه المبادرة تتويج لمسيرة حافلة من المبادرات التي ابتكرها وأشرف سموه على تنفيذها، سواء على مستوى إمارة أبوظبي منذ السبعينات والثمانينات، أو على مستوى الدولة، وتجربة «الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية» التي تطورت فيما بعد عن «لجنة خليفة» تغني عن مزيد الشرح، حيث هي نواة وأساس نهضتنا الحاضرة، كون صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الركن الركين في مدرسة القائد المؤسس والزعيم الخالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
جهود مقدرة ومشكورة على مدى خمسة عقود، وها نحن أقوى وأفضل وأكثر ثقة ونحن نعيش الحاضر أو نستعد للمستقبل بلغته وأدواته.
ebnaldeera@gmail.com