قضايا ودراسات

«داعش» والنسخة المخبأة

يونس السيد
عمليات الكر والفر التي يقوم بها تنظيم «داعش» انطلاقاً من جبال حمرين شمال شرقي العراق، ومن الصحراء الغربية المحاذية للحدود السورية والأردنية، والتحذيرات الدولية من عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم خصوصاً في الدول الأوروبية، تشي بأن المعركة مع الإرهاب لا تزال طويلة ولم تنته بعد، فهل معنى ذلك أن «داعش» قادر على العودة، أو أن هناك نسخة مخبأة من التنظيم الإرهابي تتيح له الظهور مجدداً ربما بأشكال وأساليب مختلفة.
ثمة تقارير إخبارية كثيرة تتحدث عن أن تنظيم «داعش» أعاد تمركزه قبل أشهر من انتهاء معركة الموصل التي استمرت نحو تسعة أشهر؛ حيث تمكن العديد من قادته ومقاتليه من التسلل إلى تلال حمرين شمال شرقي البلاد وإلى عمق الصحراء الغربية، وشرعوا بإقامة قواعد لعملياتهم الجديدة استعداداً لخوض حروب مختلفة من المرجح أن تنتهج أسلوب حرب العصابات والشوارع في المدن العراقية، بما في ذلك العاصمة بغداد، بعدما تخلى هذا التنظيم عن حلم «دولة الخلافة» التي أطاحها بنفسه عندما قام بتفجير جامع النوري في الموصل، وهو المكان الذي أعلن عن قيامها من فوق منبره. ويرى مسؤولون أمنيون عراقيون وقادة في التحالف الدولي أن الوضع شبيه بما حدث في أعقاب سقوط نظام صدام حسين عام 2003، عندما خاض تنظيم «القاعدة» حرباً بلغت ذروتها في عامي 2006 و2007، وأوقعت آلاف الضحايا أغلبيتهم العظمى من المدنيين، مما يجعل الأمور أكثر صعوبة وتعقيداً. ويعتقد هؤلاء أن نسخة «داعش» الجديدة ستعتمد على ضباط مخابرات وخبراء عسكريين سابقين انضموا إلى التنظيم الإرهابي في تحالف للمصالح، وسيكون هؤلاء هم الجيل الجديد لقادة «داعش» بعدما تم قتل وتصفية معظم قادة التنظيم المحليين والأجانب.
وبالتزامن مع ذلك، حذرت الشرطة الدولية «الإنتربول» من تزايد مخاطر القيام بعمليات إرهابية في الخارج مع عودة الكثير من المتشددين الأوروبيين من مناطق الصراع إلى بلدانهم، وأعلنت قائمة من 173 إرهابيا ينتمون ل «داعش»، يعتقد أنهم تلقوا تدريبات لتنفيذ هجمات في أوروبا، انتقاماً للهزائم التي تعرض لها التنظيم في العراق وسوريا. وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أمكن تحديد هوية المشتبه بهم من خلال الوثائق التي تم العثور عليها في مخابئ «داعش» في العراق سوريا. والسؤال المهم هو ما إذا كان بإمكان الجيش العراقي، التصدي لمثل هذا التمرد. يقول ستيف تاونسند، قائد التحالف: «نحن نبذل جهوداً بالفعل الآن لبدء معرفة تشكيلات تدريبهم على أسلوب «داعش» الجديد».
younis898@yahoo.comOriginal Article

زر الذهاب إلى الأعلى