دكتور عاطل!
محمد الجوكر
استوقفني وجود عدد من الأصدقاء من حملة الشهادات العليا من أرقى الجامعات في العالم، يحملون لقب «الدكتور»، وهم عاطلون عن العمل بعد مرحلة التقاعد، وهم الآن في الستينيات، وهي المرحلة العمرية الناضجة لكل من يريد أن يعطي ويعمل، فالعديد من البلدان تمكنت من استثمار المواطنين لديها بشكل مناسب، من خلال برامج التعليم والتدريب المهني، ومكنتهم ليكونوا مصدراً هاماً للإيرادات الوطنية، والذي جعلني أربط هذا المشهد بما أراه في واقعنا اليومي، خاصة على الصعيد الرياضي، حتى لا ندخل في أمر لا علاقة له بي، ولكن هي قضية في غاية الأهمية، وتتمثل في القوة العاطلة، وأقصد من الأصدقاء عدداً من «الدكاترة» المواطنين في المجال الرياضي الإداري ذي التخصصات المتنوعة والمختلفة أصبحوا بعيدين عن المشهد الرياضي برغم حاجتنا لهم، وأصبحوا جالسين دون أن تستفيد منهم الساحة الرياضية، حيث أتألم عندما أجد عدداً من أبناء الوطن جالسين في البيت، أو يذهبون إلى ناديهم يجلسون بعيداً عن أي دور يناط بهم، فهل مشكلتهم أنهم تعلموا ونالوا «الدكتوراه»، والدولة تشجع العلم، لماذا نحاربهم ونبعدهم ولا نستفيد من خبراتهم وعلمهم، فهذا المشهد أراه يومياً للأسف، وليس له أي تبرير، فلماذا نحرص على إبعادهم في الرأي والمشورة في أي قضية رياضية، لأن ثقافة الرأي والرأي الآخر قد تكون محصورة وضعيفة في الطرح، بل أصبحوا هامشيين لا نستفيد من خبراتهم، برغم هذا الكم الهائل من المناسبات والأحداث التي تشهدها ساحتنا، بل أدعو لأن نحميهم ونقف معهم، حيث تتطلبهم الساحة، كما في الهيئات الرياضية وما أكثرها هذه الأيام، فكم مرة طالبنا وقرأنا التصريحات بأن سياسة التوطين ستحل على الهيئات الرياضية، ومع ذلك أصبحت تصريحات استهلاكية وحبراً على ورق «لا تودي ولا تجيب»، انظروا إلى القوات المسلحة فقد جاءت مباركة القادة، حفظهم الله، في تشكيل قوة المساندة، فتم تعيين جميع العسكريين المتقاعدين، حيث ساعد الكثيرين في التغلب على الحياة اليومية وأصبحوا جاهزين لنداء الوطن، فلماذا لا تناقش الهيئات الرياضية هذا الأمر جدياً، وتضع في الاعتبار كيفية استثمار الوطن في أبنائه في مختلف المجالات، السؤال لماذا نأتي بغير المواطنين ونحن لدينا الكفاءات، ونكتفي بالعيون الزرق والخضر وأصحاب الكرافتات و«بلكنتهم»، ويصبحون في ليلة وضحاها خبراء وبرواتب وامتيازات خيالية بحجة أنهم خبراء !!..
والله من وراء القصد.