قمة أقدر
راشد محمد النعيمي
التوصيات التي رشحت عن «قمة أقدر» العالمية تستحق التأمل أولاً، ثم البدء بأسرع وقت لتكون في موضع التنفيذ، خاصة أنها تضمنت الدعوة لإنشاء معاهد ومؤسسات وطنية متخصصة تعالج قضايا التطرف والانحراف السلوكي، وفق منهج علمي تربوي قائم على علم استشراف المستقبل؛ للتعرف إلى العوامل الأخلاقية والقيمية التي تساعد على مواجهة التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي، وهو ما ينقصنا لمواجهة تيارات الظلام التي بدأت تتصاعد، وآن الأوان من أجل العمل متحدين لحماية النشء وشباب المستقبل بالالتزام بالعمل معاً، وإقامة شراكات بين الحكومات العالمية ، ومؤسسات المجتمع ككل لمواجهة التحديات القادمة.
ومن الأمور المهمة كذلك إطلاق منصة إلكترونية على شبكة الإنترنت تجمع الخبراء والمختصين والمعنيين بشأن التربية الأخلاقية؛ لتقديم توصياتهم ونصائحهم ودراساتهم وآرائهم حول الاستراتيجيات والبرامج الداعمة لتعزيز التربية الأخلاقية، كمنطلق لمكافحة المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية؛ لأننا بحاجة لجميع الجهود التي ترسخ التربية الأخلاقية وتستثمرها في أبنائنا، باعتبارها بخط المواجهة الأول ضد من يحاول إيذاء المجتمع، كما أنها عنوان لتطور المجتمعات ورقيها.
إن إشادة المشاركين بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تفعيل منهج التربية الأخلاقية في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة، ودوره اللافت في تعزيز ونشر ثقافة التسامح ومبادئ الحق والعدالة، والفكر الذي يصب في مصلحة الإنسان والإنسانية دليل على أهمية هذا التوجه، والثمار التي سنجنيها قريباً، بعد أن تظهر نتائجه على السطح، وهو امتداد لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة، وعملها الدؤوب في تجميع الطاقات، وتعزيز التعاون العابر للدول في مواجهة الفكر المتطرف.
لقد اعتدنا استضافة مختلف الفعاليات واللقاءات العالمية المميزة، والعمل على إنجاحها والاستفادة منها في معالجة الكثير من التحديات، وها هي قمة أقدر العالمية تنجح في العمل على بناء استراتيجيات وسياسات وقائية؛ للتوعية من التحديات والمخاطر المحدقة بالطلاب والنشء والشباب، وهم الاستثمار الأفضل والأكبر الذي تراهن عليه.
اليوم يعاني العالمُ أجمع الظواهرَ السلبية، كالتطرف الفكري والانحراف الأخلاقي، وتسعى الأمم المتحدة لتقديم كافة سبل الدعم والتعاون للدول الأطراف فيها؛ لتنمية منظوماتها الوطنية وأطرها التشريعية والمؤسسية والوقائية، للوقوف في مواجهة هذه التحديات العالمية التي تضرب أوطاننا ومجتمعاتنا، وتؤثر في أسلوب حياتنا وفي ازدهار ونمو الشعوب، وتخلف من الضحايا من الجنسيات والأعراق المختلفة أكثر مما تخلفه الحروب والنزاعات، لذلك نسأل الله أن يكتب النجاح للتوصيات التي خرجت بها القمة، ويفيد بها العالم أجمع.
ALNAYMI@yahoo.com