كيف تعالج «أوبر» مشاكلها؟

جو نوسيرا *
لم تكن مغادرة ترافيس كالانيك منصبه كرئيس تنفيذي لشركة «أوبر» مجرد رحيل سهل، بل إنه كان نتيجة للعديد من العقبات والصعوبات التي تواجهها الشركة، وحتى بعد رحيل كالانيك، فإن «أوبر»، التي تم تأسيسها قبل 8 سنوات، لا تزال تواجه مصاعب مالية جمة، تجلّت بشكل أكثر وضوحاً في إعلانها عن خسائر بلغت 743 مليون دولار في الربع الثالث من العام المنصرم، إضافة إلى أنها تواجه أيضاً مشاكل قانونية، حيث إنها تخضع حالياً لخمسة تحقيقات جنائية، وهي جزء من العوامل التي أدت إلى أن تفقد الشركة نحو 30% من قيمتها التي بلغت ذروتها عند 69 مليار دولار.
وحتى بعد أن عينت الشركة دارا خوسروشاهي رئيساً تنفيذياً جديداً، فإن خسائر الشركة توالت بعد ذلك، حتى أن هنالك أخباراً أشارت إلى أن «أوبر» تمتلك أدوات خاصة تمكنها من إغلاق حواسيبها بجميع مكاتبها وفروعها المنتشرة حول العالم في ظهور الشرطة. ولكن الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون عن «أوبر» الكيفية التي تقوم بها الشركة لحل مشاكلها، وشخصياً أعتقد أن المشاكل الموثقة التي ترتبط بثقافة الشركة تبدو أسهل من حيث الحل، مقارنة بمشاكل العمل الكبيرة التي تعانيها.
فمنذ أن تم إغراء خوسروشاهي بالقدوم إلى «أوبر» واستلام دفتها، قام الرئيس الجديد بوضع أطر معينة لثقافة العمل في الشركة بالشكل الصحيح، حيث جمع بين التواضع والتصميم على المضي قدماً بالشركة وإخراجها من أزماتها، وأشار بوضوح إلى أنه لا يرغب أبداً في تكرار حقبة كالانيك التي سادت فيها روح التعالي والترفع عن التفاصيل الدقيقة التي أحدثت الضرر الأكبر بأعمال الشركة، كما قدم أيضاً اعتذاره عما حدث في لندن، حيث أقدمت سلطات المدينة على إغلاق مكاتب الشركة وعدم تمديد التصريح الخاص بها للعمل، وقام أيضاً بصرف المسؤولين الذين يسبحون في تيار الثقافة السابقة التي سادت الشركة في عهد كالانيك.
وعلى الرغم من أن كالانيك لا يزال عضواً بمجلس إدارة «أوبر»، إلا أن نفوذه بدأ في التضاؤل مؤخراً، وباع الرئيس السابق 26% من أسهمه في «أوبر» إلى شركة يابانية تعمل في مجال الاستثمارات.
وتتمثل أبرز المشاكل التي تواجه الشركة في الولايات المتحدة، أنها ما زالت تحاول الاستيلاء إضافة إلى حصتها المهيمنة من سوق حجز المركبات إلكترونياً في السوق الأمريكي التي تبلغ بين 70 و80%، على ما تبقى من تلك الحصة والاستحواذ على منافساتها.
* بلومبيرج