مقالات عامة

كيف تنتشر الشائعات إلكترونياً؟

سينان أرال*

يمثل انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة خطيرة جداً لم يتمكن الخبراء من إيجاد حل جذري لها حتى الآن، وفي الوقت الذي تظهر فيه البيانات أن الأخبار الزائفة والشائعات تزداد على المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي يوما بعد يوم، فإن غالبية الدراسات التي أجريت حول هذه القضية لم تشمل إلا نماذج محدودة فقط. وقد قمت أنا وأحد زملائي بالتفكير لإيجاد بعض الحلول الممكنة لهذه المشكلة التي بدأت تؤرق جميع مستخدمي الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية، فقد قمنا بتحليل مدى انتشار الأخبار الحقيقية والزائفة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر منذ بداياته في عام 2006 حتى 2017، واشتمل بحثنا على نحو 126 ألف تغريدة متصلة ببعضها البعض، وتم إعادة تغريدها نحو 3 ملايين مرة.
ومن خلال بحثنا وتحليلنا، وجدنا أن الأخبار الزائفة والشائعات تنتشر بسرعة أكبر من الأخبار والقصص الحقيقية، وتم نشر النتيجة التي توصلنا إليها بمجلة العلوم الحديثة. بدأنا بحثنا بتحديد آلاف الأخبار والقصص الزائفة والحقيقية، من خلال استخدام معلومات خاصة بمؤسسات تتمتع بمصداقية عالية، وهي المؤسسات التي تعتمد نسبة تتراوح بين 95 إلى 98% من حيث مصداقية الأخبار والقصص المنشورة فيها أو زيفها. وقمنا بعد ذلك بالبحث في موقع تويتر عن مدى انتشار الأخبار التي أخذناها من تلك المؤسسات، من خلال تتبع أول تغريدة وطريقة انتشارها في الشبكة.
وجدنا أن جميع تصنيفات الأخبار الزائفة، سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو ترفيهية، تنتشر بوتيرة أسرع من القصص الحقيقية، علاوة على أنها تنتشر على نطاق أوسع، وأظهر البحث أن احتمالية إعادة تغريد الأخبار الزائفة بلغت 70%، استنادا إلى عدة عوامل منها عدد متابعي الحساب صاحب التغريدة الأصلي ومدى شهرته وكون الحساب موثقا أو غير موثق وغيرها من العوامل، فيما كان التصنيف السياسي للأخبار الأكثر عرضة لانتشار القصص الزائفة.
وما شكل مفاجأة لنا، أن مستخدمي موقع تويتر ممن يقومون بنشر الأخبار الزائفة، يمتلكون في المتوسط أعداداً أقل من المتابِعين والمتابَعين، فضلا عن أنهم كانوا أقل نشاطاً من غيرهم من الحسابات. ورغم المخاوف المرتبطة بالدور الذي تقوم به الروبوتات في نشر وتوسعة نطاق الأخبار والمعلومات الزائفة، فقد وجدنا أن السلوك البشري يلعب دورا أكبر بكثير مما تقوم به البرامج الإلكترونية في ذلك، بل على العكس فقد اكتشفنا أن الروبوتات تقوم بنشر الأخبار الحقيقية على نطاق أوسع أكثر من المعلومات والأخبار الزائفة.

*نيويورك تايمز

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى