مقالات عامة

لماذا التنمر في المدارس؟

شيماء المرزوقي

مبادرة جميلة وتستحق الإشادة تلك التي أطلقتها جامعة زايد وما تضمنته حملتها التوعوية عن التنمر في المدارس، التي جاءت بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، ذلك أنها حملت معلومات جديرة بالتوقف والدراسة، حيث ورد أن نسبة الطلبة الذين يتعرضون للمضايقات كل شهر في دولة الإمارات تبلغ 31%، وهي أعلى من المتوسط الدولي. الحملة والمبادرة جاءتا تحت عنوان «أوقفوا التنمر، وتعالوا نناقشه بصراحة».
ودون شك أنه عقدت جلسات للحديث في أروقة الجامعة وشارك الخبراء والمختصون والمهتمون في الأنشطة، وهذا جميعه أمر يدعو للشكر والعرفان لجامعة زايد فرع دبي، خاصة لعميد كلية العلوم الطبيعية والصحية، الدكتور فارس هواري، الذي صرح قائلاً: «إننا نسعى من خلال هذه الحملة إلى زيادة مستويات الوعي بمثل هذا السلوك العدواني، لتثقيف طالبات الجامعة بشأن ما يمكن اتخاذه من خطوات لإيقافه». وهذا التصريح يوضح أن الحملة حاولت زيادة وعي طالبات الجامعة، ورغم الجهود والأنشطة التي أقيمت على هامش الحملة، إلا أن الموضوع أكبر وأعظم من مثل هذه المبادرة. ونستطيع القول إن هذه المبادرة ألقت الضوء على قضية محورية وهامة جداً، وبالفعل نزجي لهذه الجامعة كل الشكر والتقدير، لكننا نسأل في اللحظة نفسها عن جهود وزارة التربية والتعليم، وهي الجهة المعنية أولاً بمثل هذا الموضوع، وأتوقع أن مسؤوليها يقفون يومياً على قضايا العنف والتنمر المدرسي، فأين دراساتهم وحلولهم؟ لماذا لدينا 31% من الطلاب يعانون التنمر في مدارسنا؟ وزارة التربية والتعليم معنية بأن تفصح وتتحدث عن هذا الموضوع بشكل عام وبشفافية تامة، لا أعلم إذا كنتم تتفقون معي بأن على وزارة التربية أن تطرح الموضوع سواء في مؤتمر أو من خلال ندوات أو في جلسات نقاش لمسؤوليها وتربوييها ومعلميها وأيضاً مع الآباء والأمهات وضحايا التنمر من الطلاب.
الوزارة معنية أن تبلغنا لماذا يرد في تقرير دولي أن مدارسنا غير آمنة لأبنائنا وينتشر فيها التنمر والقسوة، بنسبة تتجاوز المعيار الدولي؟ لماذا تم الصمت طوال هذا الوقت حتى استفحل المرض وانتشر وتجاوز المعيار الدولي؟ تساؤلات كثيرة ننتظر من الوزارة أن تبادر بتوضيحها. وحتى ذلك الحين، على كل أب وأم أخذ زمام المبادرة وتلمس نفسية أطفالهما ومعالجة ما قد يتعرضون له من قسوة وتنمر من أقرانهم من خلال التوجيه والنصح وأيضاً التواصل مع الجهة المعنية في المدرسة.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى