غير مصنفة

لماذا تزويد أوكرانيا بـ«أسلحة فتّاكة»؟

أليكس جوركا*

في 22 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بما وصفته بـ«قدرات دفاعية معززة كجزء من مجهودنا لمساعدة أوكرانيا في بناء قدرات دفاعية على المدى الطويل، والدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، وردع أي عدوان آخر».
قالت الخارجية الأمريكية إن من بين الأسلحة التي أرسلت حتى الآن، صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات. وفي اليوم ذاته، أفادت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب، وافق على خطة لتزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة تشمل صواريخ.
وبهذه الخطوة، تكثف الولايات المتحدة دعمها لجيش أوكرانيا. وفي السابق، كانت الولايات المتحدة قد دعمت أوكرانيا بأعتدة إسناد وتدريب، وسمحت لشركات خاصة، بأن تبيع لأوكرانيا بعض الأسلحة الصغيرة مثل البنادق. وفي 20 ديسمبر/‏كانون الأول، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على التصريح لشركات أسلحة أمريكية، بأن تبيع أوكرانيا أسلحة خفيفة، تشمل بنادق هجومية، ورشاشات قتالية، وكاتمات أصوات، وأعتدة أخرى. كما شملت هذه الشحنات بنادق قنص مع ذخائرها.
ويأتي تكثيف الدعم الأمريكي للجيش الأوكراني، في وقت تُجرى فيه مناقشات دولية حول إرسال قوة حفظ سلام، تابعة للأمم المتحدة إلى شرقي أوكرانيا؛ الذي يسيطر عليه المقاتلون الموالون لروسيا. وهناك خلافات كبيرة حول أمكنة نشر هذه القوة الدولية وكيفية عملها، خصوصاً حول ما إذا كانت هذه القوة ستنشر فقط على «خط النار»، بين القوات الحكومية والانفصاليين في شرقي أوكرانيا.
وخلال ديسمبر/‏كانون الأول، كانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تفيد عن ألف انتهاك على الأقل يومياً، لاتفاق وقف إطلاق النار الساري.
والقرار الأمريكي بتزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة، سيفاقم أكثر العلاقات المتدهورة أصلاً بين واشنطن وموسكو. وسبق أن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن تقديم أسلحة أمريكية إلى أوكرانيا، سيؤدي إلى تصعيد النزاع. وفي 23 ديسمبر/‏كانون الأول، حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن روسيا، قد تضطر للرد على القرار الأمريكي.
كما اعتبرت الوزارة أن الولايات المتحدة، لم تعد تستطيع تقديم نفسها كوسيط، وقالت: «هي ليست وسيطاً. إنها متواطئة في تأجيج الحرب».
ومن شأن قرار الولايات المتحدة أن يحوّل النزاع في منطقة دونباس (شرقي أوكرانيا) من نزاع بارد، إلى نزاع ساخن. وأوكرانيا ستعتبر هذا القرار بمثابة تعبير صريح عن دعم أمريكي، لكي تتخذ موقفاً هجومياً في النزاع. وحصول أوكرانيا على أسلحة أمريكية يمكن أن يشجعها على محاولة حسم النزاع عسكرياً.
وتقول الولايات المتحدة إن الأسلحة التي سترسلها إلى أوكرانيا «دفاعية»، ولكن الأسلحة المضادة للدبابات والبنادق ذات العيار الكبير، تستخدم في كلا الدفاع والهجوم.
وأوكرانيا بالكاد قادرة على أن تدفع ثمن هذه الأسلحة الأمريكية، وإن لم تدفع، كيف ستفسر الولايات المتحدة إنفاقها أموالاً من أجل تقديم أسلحة إلى الدولة، التي تحتل المرتبة التاسعة عالمياً بين أكبر مصدري الأسلحة؟.
والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أطلق خطة لجعل بلاده تحتل المرتبة الخامسة بين أكبر الدول المصدرة للأسلحة. وتهدف خطة بوروشينكو أيضاً، إلى جعل أوكرانيا إحدى الدول الرئيسية التي تصدر أسلحة إلى دول أعضاء في حلف الأطلسي.
وقرار الولايات المتحدة سيفاقم حتماً العلاقات الأمريكية الروسية المتدهورة أصلاً. وموسكو لا بد وأن ترد. وعلى سبيل المثال، بإمكانها تزويد المقاتلين الموالين لها شرقي أوكرانيا، بأسلحة حديثة.
والقرار الأمريكي لن يفيد الولايات المتحدة بأي شيء، باستثناء جرها إلى نزاع آخر في مكان بعيد جداً عن حدودها.

*محلل في شؤون الدفاع والدبلوماسية
موقع: استراتيجيك كلتشر


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى