قضايا ودراسات

ليلة شعر

سوسن دهنيم

للشعر رونقه الخاص، وحضوره الآسر مهما كانت لغته، ومهما كانت المنصة التي يعتليها. به تنهض المشاعر التي توقظ السلام بداخل كل قلب ومنها ينطلق ليعم المجتمع. له أسلوبه الخاص في التأثير، وفي إحياء المعاني الجميلة بداخل كل فرد على هذه الأرض.
من هذا المنطلق، ولأنه رفيق كل الفنون، وربما يرى البعض أنه أساسها، فقد آمنت به جهات عدة وارتأت أن تنهض به.
في الأسبوع الماضي أقام المركز الفرنسي بالبحرين أمسية تحت عنوان: «لننهض بالشعر»، شارك فيها شعراء من مختلف الجنسيات قدموا أشعارهم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى فقرات موسيقية وغنائية بعضها صاحب الشعراء وبعضها كان منفرداً.
الأمسية كانت تزامناً مع مجموعة فعاليات يقيمها المعهد العالي الفرنسي بالمشاركة مع السفارات والمراكز الفرنسية في عدة دول وعواصم، منها البحرين وقطر وأبوظبي وبيروت وغيرها.
ومثل هذه الأماسي كفيلة بالتعريف باللغات والثقافات المختلفة، لها دورها في المساهمة في تقبل الآخر، فقد استمعنا لشعراء قرؤوا شعراً باللغة الفرنسية التي قد لا يجيدها كثير من أبناء الخليج العربي وجالياته، وسمعنا غناء بالفرنسية والإسبانية وشاهدنا رقص الفلامنكو وقرأنا شعراً بالعربية التي لا يجيدها كثير من الفرنسيين أيضاً، لكنها كانت ليلة ناجحة أدت غرضها وكانت سبباً في التعرف على لغة الآخر وثقافته وبعض شعرائه.
نحن بحاجة لمثل هذه الفعاليات التي تأتي لترمم ما أفسدته السياسة العالمية حين خلقت الحواجز بين الشعوب والخوف من الآخر، ونشرت صوراً مغلوطة لبعض الشعوب صارت لا تعرف إلا بها. هذه الفعاليات تصلح مثل تلك الصور، وتغير القناعات، حين يتحدث هؤلاء المشاركون مع بعضهم، ويتناقشون ويتواصلون في المستقبل، وحين تكون مصحوبة بكتيبات ونشرات تكتب بكل اللغات المشاركة وتترجم ما قرأ من شعر، لا بد أنه ينقل جزءاً من ثقافة المجتمع وأسلوب حياته.

sawsanon@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى