«مبدعي» أم «مبدعون» ؟!
إبراهيم الهاشمي
جائزة للإبداع.. ومهرجان احتفالي بهيج في أحد أفخم فنادق الدولة، هو «المهرجان الأول للجائزة»، وضيوف شرف من الإعلاميين والممثلين والأدباء والفنانين، وحضور كثيف من الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.
كان الهدف منه هو تكريم الطاقات الإماراتية المبدعة المنتجة، التي قدمت لوطنها ما تستحق عليه الإشادة والتقدير، وبغض النظر عن طريقة التقييم أو الاختيار وأسلوب التحكيم، إذ إن الهدف نبيل بلا شك، ويستحق منا المؤازرة والتقدير، إلا أن تنتهك اللغة العربية على عتبات تلك الجائزة، فهذا شيء لا يمكن السكوت عليه أو الصمت حياله. والغريب أن من حضر من الأدباء أو المبدعين لم يتفوه بكلمة حيال ذلك، فهل الصمت كان هو الواجب، ولغة القرآن لا تكرم، وهي تكتب على دروع الجائزة؟
هل غاب عن ذهن أصحاب الجائزة والمنظمين لها اللجوء لمدققين لغويين، وهم كثر، حتى لا تتسبب تلك الدرع التي ستقدم لمبدع ما في مجال ما، ومن جائزة ما، بالخجل، وهو ينتهك حروف العربية ويضربها في صميمها فيواريها خشية أن يراها أحد، فيعيب عليه حصوله على جائزة تسيء للغته العربية، لغة القرآن والبيان.
لا ندري ما المسوغ الذي جعل تلك المؤسسة تفعل ذلك، فتقدم للفائزين دروعاً كتب عليها «مؤسسة……… تكرّمك بصفتك أحد مبدعون الدولة»!!
في هذه العبارة وهي العبارة التكريمية، ضاعت اللغة وكأن اسم المؤسسة يجيز لها استخدام كلمة «مبدعون»، وإن كان الصحيح هو كتابة «مبدعي»!!
والأمر لم يتوقف على ذلك فقط، فبمراجعة بسيطة لاسم المؤسسة وموقعها على أحد وسائط التواصل الاجتماعي سنجد أخطاء لغوية أخرى، كان من الواجب تلافيها من الأساس.
سؤال يفرض نفسه: هل هناك أية جهة مرجعية لأية جائزة كانت قبل الإعلان عنها للملأ، بحيث تدرس وتقيم وتمنح الموافقة، ثم تراجع وتتابع للتأكد من المعايير والضوابط ؟
وقد يقول أحد إن هذا كان خطأ الإداري الذي تابع الطباعة، أو خطأ المطبعة التي طبعت عليها الدروع، وهو أمر مردود عليه، إذ كان أولى بالمنظمين مراجعة ما كتب عليها قبل تسليمها للمحتفى بهم.
فهل يمكن للمؤسسة الموقرة أن تستعيد الدروع التي قدمتها للمكرمين، وأن تصحح ذلك الخطأ، ليتمكن المكرمون من الاعتزاز بالتكريم الذي حصلوا عليه، من دون أن يخجلوا مما يعتري جائزتهم من انتهاك للغتهم؟
ibrahimroh@yahoo.com