مرايا الإمارات (٣)
يوسف أبولوز
حققت الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الدولة، وحتى اليوم، منظومة تعليم متكاملة بخبرات إدارية وميدانية إماراتية، إلى جانب خبرات عربية استقدمت للعمل وفق رؤية الدولة التعليمية، ووفق سياسة المناهج المدرسية المتدرجة من الابتدائية إلى الإعدادية إلى الثانوية، ومن مرحلة تعليمية إلى أخرى جرى تطوير وتحديث حزمة الإجراءات التعليمية، في ضوء التطور المتنامي الذي شهدته الدولة تنموياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وهو تطور متدرج أيضاً يأخذ من معطيات العصر والعالم، ويؤكد دائماً أصالة البلاد وتراثها وثقافتها الشعبية التي لا تنفصل عن الثقافة الحديثة.
ميزانيات كبرى خصصت للتعليم في كل مراحله، وميزانيات كبرى أيضاً خصصت لقطاع الجامعات والتعليم العالي، الذي نجم عنه قطاع واسع من الكوادر الشابة بشكل خاص، وهذه الكوادر بالذات ستحمل أفكاراً ورؤى هي من صميم روح الاتحادي، والتعليم مكون أساسي من مكونات هذه الروح التي عززت مفهوم الانتماء للوطن، كما عززت مفهوم الاتحاد، والعمل والإنتاج.
«روح الاتحاد».. في الإمارات ليس شعاراً إعلامياً أو مناسباتياً، بل هو فكرة، وديمومة، وضمير متحرك، ومتكلم في وجدان أبناء وبنات الإمارات.. «روح الاتحاد» يعني روح مؤسسي الدولة، ويعني روح الاتحاد، وارتباط الناس ببلادهم وقادتهم وذاكرتهم التاريخية والشعبية، أي أن هذه الروح هي محرك عاطفي وعملي ونفسي. هذه الروح هي فكرة يومية متجددة تنتج بالضرورة ثقافة استثنائية هي ثقافة إنتاجية متطورة.
من تجليات هذه الثقافة الإنتاجية قطاع الإعلام، إلى جانب ما أشرنا إليه في قطاع التعليم.
قفزة نوعية عالمية، ومرة ثانية بكوادر إماراتية، إلى جانب كوادر عربية مخلصة شهدها قطاع الإعلام في الإمارات على مدى عقود من العمل والصياغات الجديدة، والفكر الإعلامي الجديد من السياسة، والمادة المحلية، والثقافة، والاقتصاد، والعلوم، والفنون، والتراث والمعرفة الحديثة.. وكل ذلك بانضباطية مهنية، وصدقية عالية في المعلومات وموضوعية علمية في التحليل والتعليق.
نقول مباشرة إن المرأة الإماراتية علامة مشرفة في الإعلام الإماراتي، وأكثر من ذلك، وفي ظل دولة الاتحاد، جرى احترام طاقاتها وفكرها وشخصيتها في مجالات مهنية كانت جديرة بها، وأثبتت أنها على قدر المسؤولية في الإدارة، والتربية، والتعليم، والاقتصاد والأعمال، وصولاً إلى المجال العسكري المشرف في الإمارات، ووصولاً إلى مواقع وزارية ورسمية وحكومية.. فالمرأة المناسبة في المكان المناسب، إلى جانب الرجل المناسب في المكان المناسب على معيار الكفاءة وإثبات الذات وتحقيق النجاح.. ولم تكن هذه البيئة الإبداعية تتوفر للمرأة في الإمارات لولا ثقة القيادة بها، وبالتالي، ترجمة هذه الثقة إلى فرص عمل وفرص نجاح.
في ظل فرحة الإمارات بيومها الوطني.. ثمة حقائق: اقتصاد قوي وشجاع ومستقر، تعليم مدني يحترم ثقافة التنوير، سياحة مفتوحة مبهجة للقاصي والداني، مطارات هي محطات للعالم والسلام، معمار يعانق الغيوم، إعلام نظيف ينأى بمهنيته عن التحريض والتعبئة الظلامية، طرق وجسور وحدائق وشواطئ هي ملاعب للشمس، وطفولية الناس، وحب البشر لله.. وللحياة.. ولوطن عالمي إنساني: الإمارات المعينة في التاريخ والجغرافية.
.. غداً أواصل..