غير مصنفة

ميادين

عبدالله محمد السبب

«إذا كان الكلام من فضة، فالميادين من ذهب»: {أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم: أن أكون مخلصاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولرئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.. مطيعاً لجميع الأوامر التي تصدر من رؤسائي، منفذاً لها.. في البر والبحر والجو، داخل البلاد وخارجها، في كل الظروف والأوقات.. وأن أضع نفسي ومواهبي في خدمة البلاد.. حامياً علمها، واستقلالها، وسلامة أراضيها.. معادياً من يعاديها، مسالماً من يسالمها.. ما دمت حياً. محافظاً على شرفي وسلاحي، لا أتركه قط، حتى أذوق الموت.. والله على ما أقول شهيد}.
هكذا قسم، يتقاسم تنفيذه أبناء الوطن قاطبة، في كل أرجاء المعمورة.. من الماء إلى الماء، ومن اليابسة إلى اليابسة، ومن الجبال إلى الجبال.. وفي البر والبحر والجو، وفي الصحراء والسهول والوديان.. وفي الحل والترحال، وفي الداخل والخارج، وفي المنشط والمكره..
قسمٌ تعهد الجميع بالبر به، وتنفيذه بحذافيره، في كل موقع، وفي كل حقل.. كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء، شيوخاً وشباباً، عسكريين ومدنيين ودبلوماسيين، رؤساء ومرؤوسين، طلبة وموظفين..
قسمٌ أقسم الجميع بتنفيذه خير تنفيذ.. في كل زمان ومكان، وفي كل ميدان، وفي كل حال، وكل بما يقتنيه من سلاح.. بندقيةً كان، أم قلماً، أم عِلْماً.. وفي الحقل الذي يتواجد فيه ويتقن أبجديته، وفي البيئة التي يتعايش فيها ويشيع فيها خبرته ومَلَكاته..
«أقسم بالله العظيم، والله على ما أقول شهيد».. وبين القسم والتشهيد، ثمة تفاصيل لهذا القسم الذي تعهد الأبناء بحفظه عن ظهر قلب، وإنزاله موضع التنفيذ بالقول الفاعل والعمل الصالح، والأخذ بيده نحو تحقيق أهداف الوطن ورؤيته وقيمه ومبادئه، والذود عن حماه، وحماية مكتسباته، والحفاظ على ثرواته بكافة أشكالها وألوانها..
«أقسم بالله العظيم، والله على ما أقول شهيد».. قاعدة دينية، وثقافة وطنية، وإرث سلوكي.. يتوارثه الأبناء أباً، عن جَدٍّ، عن جَدٍّ، عن أجْدادٍ جادوا بأنفسهم وأنفاسهم وأرواحهم في سبيل البلاد والعباد والقائد القدوة بالقول والفعل، ولأجل أن يكونوا أحياء في سجلات الزمن والتاريخ، ولأجل أن يدفعوا بالأحفاد نحو الولوج في فصول المستقبل بعنفوان الإرادة وإدارة الأمور بالسبل السليمة والسديدة..
«أقسم بالله العظيم، والله على ما أقول شهيد».. هكذا هما قطبا القسم الوطني الخالد، وهكذا يخوض الجميع غمار هذا القسم المنطلق من حناجر تثير الطمأنينة بأن الوطن بخير بفضل إخلاص أبنائه ورعاية قيادته..
هكذا قسم، قاسم مشترك بين أبناء الوطن جيلاً بعد جيل.. وهكذا قول من فضة فاضلة، تفضي إلى إضاءة القلوب والدروب.. وهكذا ميادين من ذهب يذهب بنا نحو الاعتزاز بأبناء أكدوا ويؤكدون سيرهم نحو الاقتداء بسير الآباء والأجداد الذين جادوا بأنفسهم وأنفاسهم وأرواحهم، في سبيل الله، وفي سبيل الوطن والقائد، وفي سبيل الحق والواجب والخير والمحبة، وفي سبيل أن تتوارث الأجيال نهجهم الوطني الوطيد.

A_assabab@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى