مقالات عامة

ناقوس الخطر

فيصل عابدون

نشرت منظمة اليونيسيف المعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال تقريراً صادماً تناول المخاطر التي تواجه الأطفال الرضع في الدول الفقيرة بشكل خاص، في مقارنة مع أوضاع نظرائهم في الدول الغنية، وقالت المنظمة إن مليونين ونصف المليون طفل حديثي الولادة يفقدون حياتهم كل عام في الدول النامية بسبب الافتقار إلى الرعاية الصحية للأمهات ونقص الكوادر البشرية العاملة في مجال الصحة.
ويقول التقرير الذي جاء تحت عنوان «لكل طفل فرصة للعيش»، من الممكن تفادي أكثر من 80% من الوفيات إذا توفر العدد الكافي من القابلات المتخصصات ومياه الشرب النقية والمنتجات المعقّمة والتغذية الصحية للأمهات، علاوة على تعزيز الرضاعة والتواصل الجسدي بين الأم ومولودها. لكن ذلك يبدو هدفاً بعيد المنال في دول العالم الثالث التي تعاني وطأة الفقر والنزاعات المميتة وهشاشة المؤسسات الحكومية، ما يعني تفاقم حصيلة الوفيات بين الطبقات والدول الأضعف والأشد فقراً.
ومن بين البلدان العشرة الأكثر تأثراً بهذه المشكلة، تقع ثمانية منها في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هي جمهورية إفريقيا الوسطى (1 من أصل 24) والصومال وليسوتو وغينيا-بيساو وجنوب السودان (1 من أصل 26)، فضلاً عن ساحل العاج (1 من أصل 27) ومالي وتشاد (1 من أصل 28).
وفي مقارنة بين عالم يعيش فيه الأغنياء وآخر يسكنه الفقراء يشير تقرير لليونيسيف إلى أن طفلاً واحداً من أصل ألف يموت في اليابان في خلال الأيام الثمانية والعشرين الأولى من حياته. أما في باكستان، فيصل هذا المعدّل إلى طفل من بين 22.
لكن تقرير المنظمة الدولية يحذر أيضاً من أنه حتى في البلد الواحد سواء كان هذا البلد فقيراً أو غنياً، فإن الأطفال الذين يولدون في أسر فقيرة يواجهون خطراً أعلى بنسبة 40 % للوفاة قبل إتمام شهرهم الأول مقارنة بنظرائهم في الأسر الميسورة.
والمشكلة الأكبر في البلدان الفقيرة هي نقص الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الصحة. في النرويج، على سبيل المثال، هناك 18 طبيباً أو ممرضة أو قابلة لكلّ 10 آلاف شخص سنة 2018، في مقابل فرد واحد في الصومال. ويشير التقرير إلى أن المواليد الجدد لا يموتون لأسباب طبية، ولكن لأن أسرهم فقيرة جداً أو مهمشة بشكل لا يساعدها على الوصول إلى الرعاية.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف هنريتا اتش فور، إنه بالرغم من خفض عدد الوفيات بين الأطفال دون الخامسة من العمر خلال النصف الأول من العام الماضي إلى أكثر من النصف، إلا أنه لم يحدث تقدم عالمي مماثل من أجل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهر.

Shiraz982003@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى