نساء «داعش»
صادق ناشر
قصة الفاتنة الروسية، التي قبض عليها مؤخراً على الحدود التركية، وهي في طريقها إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم «داعش» بتأثير من زوجها، تفتح ملف الكثير من النساء اللواتي أخذهن التنظيم رهينة في صفوفه بتأثير من الجهل والتخلف. فعلى الرغم من أن سفيتلانا يوكانوفا كانت تعيش حياة طبيعية في كنف أسرتها في روسيا، رغم طلاقها من زوجها الأول، إلا أن الزوج الثاني، وهو من أذربيجان، استطاع أن يؤثر عليها ويدفعها لتبني فكر «داعش»، ومن ثم الالتحاق بأعضاء التنظيم خارج حدود بلدها.
اعتقلت يوكانوفا قبل اجتيازها الحدود التركية، وهي في طريقها مع ابنتيها الصغيرتين، إلى سوريا، والهدف كان الانضمام إلى التنظيم المتطرف في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، ولم تعرف أي مهمة كان يمكن أن تسند إليها، بخاصة في ظل تفاقم خسائر «داعش» في كل من سوريا والعراق، وفي كل الحالات فإن مهمة «المتدعوشة» الروسية لم تكن لتخرج عن تلك المرسومة لها في إطار التنظيم، كما هو حال كثير من مثيلاتها، والتي قد تصل إلى حد تنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات السورية أو العراقية.
«المتدعوشات» ظاهرة ليست جديدة، فالنساء اللواتي التحقن بالتنظيم خلال السنوات السابقة أوكلت لهن العديد من المهام، بعضها ذو طابع إرهابي وآخر ذو طابع أخلاقي، وفي كثير من الحالات تم استقطاب الكثير منهن لخدمة التنظيم وأهدافه، بخاصة القادمات من دول أوروبية، حيث يتم التركيز على عنصر الجمال ليتمكن التنظيم من خلالهن من استقطاب الشباب للقتال في صفوف «داعش».
استخدم تنظيم «داعش» النساء المجندات من أوروبا في توسيع تحركاته، بخاصة وأنهن أكثر قدرة على الحركة والتنقل بين الدول العربية والأوروبية، كما وظف ما لديهن من إمكانات في مجتمعاتهن للحصول على معلومات بنى عليها التنظيم خططه وعملياته الإرهابية في كثير من هذه الدول.
وظف «داعش» النساء بين المتعة لمقاتليه وبين تنفيذ العمليات الإرهابية، ورأينا الكثير من النساء اللواتي تم استقطابهن خلال السنوات الماضية، خصصن لما عرف ب«جهاد النكاح»، والهدف منه الترويح عن المقاتلين، الذين نذروا أنفسهم للتنظيم وعملياته الإرهابية في مناطق مختلفة من العالم، ورأينا في الشق الثاني من المهام، نساء يقمن بعمليات انتحارية كما هو مرسوم لهن، ولعلنا نتذكر اعتقال امرأة الأسبوع الماضي كانت تحمل حزاماً ناسفاً وهي مع طفلها، وفي طريقها لتفجير نفسها، في إحدى النقاط العسكرية في مدينة الموصل، التي تم طرد التنظيم منها بعد معارك استمرت تسعة أشهر.
توظيف النساء في عمليات «داعش» الإرهابية أمر شائع، لكن الخطورة أن حالة استقطاب النساء تتم في دول أوروبية، حيث انتشار التعليم والرفاهية الاقتصادية، وقد كشفت تقارير سابقة عن تجنيد التنظيم المتطرف للعشرات من الفتيات الأوروبيات، حيث كانت بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا أكثر الدول التي يتم منها اصطياد النساء للالتحاق ب«داعش»، ومن ثم رميهن في محرقة المعارك الأخلاقية والإرهابية على حد سواء، التي يخوضها التنظيم في سوريا والعراق.
Sadeqnasher8@gmail.com