نظرة مختلفة إلى المقامات
عبداللطيف الزبيدي
هل هذه نظرة مختلفة من الكاتب السوري، أم شطحة محترفة؟ في كتاب «السريانية – العربية، الجذور والامتداد»، فصل من الصعب قبوله أو رفضه. المعلومات تحملك على الشك في كل ما عرفته عن المقامات المستخدمة في العالم العربي، وستراك، إذا كنت من ذوي الأريحية العلمية، تسأل: لماذا نغلق باب البحث في التاريخ؟.
لا غرابة في أن تكون أسماء مقامات أساسية سريانية الأصل، فالثقافة الآرامية كانت سائدة في الخريطة العربية اليوم، من القرن السادس قبل الميلاد إلى السابع بعده. القضية غير خالية من الدعابة، ومع ذلك يجب فتح أذهان المشتغلين بتاريخ المقامات، عسى أن تتعدّد الآراء وتتلاقح الأفكار، فيستنير الجميع. لكن المسألة ليست لعبة بروباجندا تاريخية واستئثار حضاري وفخر انحصاري. هي ذي المقامات السريانية القديمة، كما أوردها سمير عبده صاحب الكتاب، وله مؤلفات كثيرة في مجالات متباعدة: علم النفس، السياسة، تاريخ السريانية والسريانيين…
مقام «بَيا»، وهو البياتي عندنا المشتق من البيات والمبيت والنزول، بينما معنى المفردة السريانية السلوان وتفريج الهمّ. يبدو الأمر أكثر إقناعاً. مقام«حَوسونو»،وهو في العربية «الحسيني». الاسم السرياني مشتق من الحس والإحساس، ومن معاني اللفظ العطف والحنان والرفق والإشفاق. هنا أيضاً نرفع القبعة ولو من دون قبعة. المقام الثالث«أوراك» وهو مقام العراق لدينا، الذي هو اسم البلد. في الموصل يلفظون العراق بضمّ العين تماما كالنطق في السومريّة والأكادية. وكانت المدينة عاصمة السومريين والأكاديين. المقام الرابع «رَزْد»، ويرى المؤلف أنه ليس من الفارسية «راست». تعني المفردة في السريانية: الثبات، التقدير، التمكين. الخامس، مقام «أوجو»(بالجيم المصرية) ويسمّى في العربي أوج. في الآرامية يعني الزهر، الريحان، الميس، المدام. السادس، مقام «أجم» (بجيم مصرية)، وهو مقام العجم، وتعني الكلمة السريانية: الرجوع والهبوط، والمنطق الموسيقي في النظريّة والتطبيق، برهان على أن معنى الرجوع والهبوط ألصق بالموسيقى بلا شك، فالعودة إلى القرار حتمية. السابع، مقام «صبا» بسكون الصاد، الصبا عندنا. لكن المنطق المقنع لا ينجو من السخريات، فكلمة «صبا» السريانية تعني السرور، الصفاء(انظر صبا وصفاء!)، لكنهم يستخدمونه في الأحزان. وأخيراً مقام «حاجو» الحجاز عندنا، والحج سابق على الإسلام.
لزوم ما يلزم: النتيجة الموسيقية: هذه الآراء «قرار» يجب أن يكون له«جواب».
abuzzabaed@gmail.com