قضايا ودراسات

نهضة عمان

عبد الله محمد السبب
التاريخ هو التاريخ.. شئنا أم أبينا، أفصحنا عنه أم خبّأناه.. في سجلاتنا كان، أم في أدراجنا، أم في ذاكرتنا.. وكل ما ينبغي علينا هو الإفصاح عنه بالقدر المستطاع، وفي المكان والزمان المناسبين، وبالكيفية الصحيحة والسليمة التي لا تؤذي أحداً، ولا تخدش الحياء، ولا تؤدي إلى إجحاف حق، ولا إلى التستر على باطل. هكذا هو التاريخ الذي ينبغي أن نتحدث عنه، عن حكايته، عن فصوله وتفاصيله، وتاريخ «سلطنة عُمان» الشقيقة العريقة العضيدة جزءٌ حُرُّ لا يتجزأ من تاريخ أمة عربية إسلامية عريضة.. لا تحجبه غيوم، ولا تذيبه شمس، ولا تتناساه ذاكرة، ولا يغفل عنه التاريخ الإنساني العام.
تاريخ «عُمان»، قديمٌ قِدم الأرض والجغرافيا والجيولوجيا.. والسلطنة العُمانية تتجدد في صحتها وصحيفتها وكيانها المتعدد الأركان بين فترة وأخرى، بتجدد الأحداث المحيطة بها والحوادث المرتبطة بها.. ولعله من اللائق في شيء أن نشير إلى مرحلتين من مراحلها التاريخية:
(بدايات حركة التحرر: 1615م – 1798م): ففي سنة 1615م خضع ساحل عُمان للحكم البرتغالي لاعتبارات استراتيجية مهمة على مدخل الخليج العربي، وفي سنة 1741م تمكن العُمانيون من طرد البرتغاليين.
(النضال من أجل الوحدة والاستقلال: 1913م – 1970م): ففي سنة 1913م انتفضت العزيمة العُمانية على الحماية البريطانية، لتنقسم «عُمان» بين سلطتين: حكومة سالم بن راشد الخروصي في المنطقة الداخلية من عمان، وسلطنة مسقط التي شملت الساحل وحكمتها أسرة البوسعيد. وفي سنة 1920م اندلعت الثورة العُمانية للمرة الثانية، ليتم اختيار محمد بن عبد اللـه الخليلي إماماً «حاكماً» على البلاد حتى وفاته سنة 1945م، ليُبايع الإمام غالب بن علي اليعربي، فيما في العام 1955م نجح السلطان سعيد بن تيمور في ضم عُمان إلى مسقط، لتُصبحا معاً دولـة واحدة.
وفي لحظة تاريخية حاسمة جديدة (23 يوليو 1970م)، حَقَّقَت البلاد استقلالاً مؤزراً مُوَثَّقاً في ذاكرة التاريخ، لتُشْرِقَ شمس النهضة العُمانية بروح وفكر وقيادة السلطان التاسع والحاكم الثاني عشر لأسرة آل بوسعيد «قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد آل بوسعيد»، المولود في 18 نوفمبر 1940م.. لتنطلق السفينة العُمانية نحو مستقبلها عبر رُبّانها السلطان العُماني الجديد، مُنطلقاً في 27 يوليو 1970م بكلمات خليلات هامسات في روح وأذهان وأسماع الشعب العماني الأمين: (إننا نأمل أن يكون هذا اليوم فاتحة عهد عظيم لنا جميعاً، إننا نعاهدكم بأننا سنقوم بواجبنا تجاه شعب وطننا العزيز، كما إننا نأمل أن يقوم كل فرد منكم بواجبه بمساعدتنا على بناء المستقبل المزدهر السعيد المنشود لهذا الوطن، لأنه كما تعلمون، إنه بدون التعاون بين الحكومة والشعب لن نستطيع أن نبني بلادنا بالسرعة المطلوبة للخروج بها من التخلف الذي عانت منه هذه المدة الطويلة).. «لتقف عُمان على أعتاب عصر جديد».

a_assabab@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى