مقالات عامة

هل فات أوان خصوصية البيانات؟

بوب أودونيل*

تتوالى يوماً بعد يوم الأخبار الخاصة بمحاكمات تجرى على شركات تكنولوجيا كبرى، بخصوص تعديها على بيانات العملاء ومعلوماتهم الخاصة، كان آخرها الحكم القضائي الذي صدر مؤخراً باستمرار التحريات الخاصة باستيلاء موقع «ياهو» على معلومات خاصة من البريد الإلكتروني لـ 3 مليارات حساب، نعم 3 مليارات حساب، وهو الأمر الذي يطرح سؤالاً مهماً جداً؟ هل فات الأوان فعلاً لحماية خصوصية بياناتنا التي تمتلكها شركات التكنولوجيا الكبرى؟ أظهرت بيانات مجلس الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة أن 68% من الأمريكيين لا يثقون بتاتاً في استخدام شركات التكنولوجيا الكبرى للمعلومات الخاصة بهم على نحو مناسب، وقد أصبح الوضع الاحتكاري الذي تتعامل به تلك الشركات أمراً لا يطاق، في الحقيقة، فإن البعض أصبح يطرح الآن أسئلة حول إذا ما كان مفهوم خصوصية البيانات والمعلومات موجوداً أصلاً أم لا.
إذا ما وجهت سؤالاً إلى أي شخص من الجيل الحديث، يقول لك بكل وضوح إن جميع أنشطته وتحركاته مرصودة بواسطة تلك الشركات بشكل أصبح إزعاجاً متواصلاً، ولكن في الواقع فإنهم هم من ساهموا في حصول تلك الكيانات على هذا الكم الهائل من البيانات بطريقة أو بأخرى. وحتى الناس الذين يكونون في الأغلب حذرين في المعلومات التي يقدمونها للمواقع الإلكترونية، يكتشفون في النهاية أن المعلومات والبيانات التي بحوزة المنصات الإلكترونية تبلغ أضعاف ما قدموه لها، والتي تتضمن حتى العناوين القديمة لمنازلهم ووظائفهم السابقة والشركات أو المؤسسات التي عملوا فيها، بل وحتى رواتبهم، إضافة إلى تاريخ تصفح شبكة الإنترنت والصور الشخصية وغير ذلك.
هل تعتقد أن جميع التعليمات التي تظهر على المواقع الإلكترونية، والتي تحذر من أهمية الإبقاء على سرية معلوماتك وبياناتك التي تقوم بإدخالها، تظهرها تلك الشركات بحسن نية؟ كلا، إنها ببساطة تحتكر البيانات الخاصة بك؛ للمتاجرة بها وتوزيعها لمن يدفع أكثر أو استغلالها لتحقيق أقصى ربح مادي ممكن، بغض النظر عن انتهاكات الخصوصية والسرية التي يبدو أنها مجرد حبر على ورق. أضف إلى ذلك أن البصمة الإلكترونية التي يتركها المستخدم للمواقع الإلكترونية تنتشر بشكل أسرع مما نعتقد، ويتم الاستفادة منها بطريقة لا نتوقعها أبداً.
يجب علينا الاعتراف أننا نواجه مشكلة كبيرة جداً، وأود أن أشارك الناس فكرة ترميز البيانات كما هو الحال مع المنتجات التي يتم عرضها في السوبر ماركت، ما يجعل من السهولة معرفة الطرق التي تم بها استغلال تلك البيانات أو المعلومات، والجهة التي استفادت منها، الأمر سيمكننا من ملاحقة تلك الشركات وحتى مقاضاتها، والحصول على تعويضات عن سوء استغلالها لتلك البيانات.

*تك أوبنيان

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى