وقفة العز والكرامة
نور المحمود
وقفة العز والكرامة. دقيقة الصمت التي نقفها اليوم للدعاء لشهداء الإمارات، هي تحية لكل من أعطى لهذه الأرض ورواها بدمه. وتحية لكل من دافع عن الوطن بكل فخر واعتزاز، رافعاً رأسه عالياً متباهياً بزيه العسكري وبانتمائه وهويته وعَلَمه.
«عاش اتحاد إماراتنا»، نقولها اليوم ونحن نفهم معناها أكثر من أي يوم مضى، فالاتحاد بين الدول والشعوب وحتى داخل الصفوف في الوطن الواحد، أصبح على المحك في العالم، وهو القضية الأولى التي يراهن عليها العدو في كل مكان، ساعياً بكل جهده كي يشتت ويفرق بين الأبناء فيسود بفِتَنه ويخترق الصفوف المتحدة.
إماراتنا متحدة، قلبها واحد، شهيدها واحد، مصابها واحد، طموحها واحد، وكلمتها واحدة. اليوم وغداً وفي كل وقت، نضع معنى الاتحاد والوحدة والتماسك نصب أعيننا، ونقف بكل ثقة في وجه كل المخاطر التي تهدد منطقتنا وخليجنا وأمتنا.
في يوم الشهيد نزداد فخراً بمن مشوا الدرب ورحلوا تاركين المهمة لإخوتهم وأبنائهم. نتذكرهم ونحن الذين لا ننساهم أبداً، إنما نجعل من اليوم محطة لشكرهم والدعاء لهم. ومناسبة لنشكر أهاليهم على حسن تربيتهم وتقديمهم هؤلاء الرجال ليكونوا درعاً للوطن. وأهل كل شهيد على استعداد لتقديم المزيد، ولا يبخلون بابن ثان وثالث، وبأحفاد يسيرون أيضاً على نهج آبائهم الشهداء.
حتى في الوفاء للوطن عطاء لا يعرفه إلا أهل الكرم. وحين ننشد اليوم وكل يوم نشيد الإمارات وننظر عالياً إلى العلم يرتفع، فلنتأمله ونحس بكل كلمة نقولها، ولا تكون مجرد أنشودة حفظناها عن ظهر غيب منذ الطفولة. نعيش الإحساس لنعرف قيمة ما نملك، وما علينا التمسك به كل يوم أكثر.
العزيمة والإرادة، تحلى بها كل جندي منذ أن التحق بالخدمة العسكرية وأقسم الولاء لوطنه. وكل مواطن ملزم بهذا الولاء سواء كان عسكرياً أم مدنياً، وملزم بالدفاع عن بلده من أي موقع كان، وأن يتسلح بإيمانه المطلق بهذه الأرض والوفاء لها، ليشكل مع دولته حصناً منيعاً ضد كل من يحاول الاختراق بالخيانة أو بث الفتنة.
الوفاء للوطن لا يحتاج إلى دروس بل إلى نفوس نقية مخلصة، والجبهات لم تعد على خط النار أو في أرض المعارك والحروب. فالحروب الإلكترونية تكون أشرس أحياناً وهي كثيرة الآن، لذا نحتاج إلى أن نفهم واجبنا جميعاً في مواجهتها، وتحصين أبنائنا ليكونوا مجندين على هذه الجبهات الإلكترونية يصدون أي اختراق ويشاركون في حماية أمن مجتمعهم ووحدة بلدهم.
noorlmahmoud17@gmail.com